امقت التزمت بكل أنواعه
امقت التخلف
امقت العادات البالية
لكننى ابغض و لا اتحمل "الغباء" و كبت الحريات
لذلك سعدت فور أن تلقيت دعوة من جروب اعجبنى اسمه الذى يدعو المرأة إلى العودة الى بهائها و جمالها و إلى أن تشرق من جديد
و اعتقدت ان فى ذلك ردا على تلك الهجمة الوهابية التى ثبت فشلها فى مصر مع الرجال و من ثم اتجهت دعوتها و ثبت نجاح انتشارها بين النساء.
اعتقدت أننى ساجد متنفسا فيه من تلك العقد التى تنادى بتحجيب عقل المرأة و عزل دورها عن تنمية المجتمع كما يدعو المدعو الحوينى فى كل احاديثه .
المهم
فور دخولى الى الجروب أعجبت جدا و لا انكر ذلك بكم المقالات التى تثبت أن اختلافات المرأة الفسيولوجية عن الرجل لا تعنى بالضرورة أنها متخلفة . أعجبت بكم الاستشهادات بنساء حصلن على نوبل فى العلوم و غيرها من التخصصات الصعبة التى يعدها الرجل حكرا عليه , فرحت و زقططت و كدت آن ارقص حتى بدأت أتعمق فى المقالات التى تدعو الى مناهضة الحجاب.
مش مهم
ايوه مش مهم أنا مش قضيتى المرأة تتحجب و لا لأ و مش ها ادخل فى جدال فقهى حول الأمر فأنا لست من أهل الفتوى ، و الأهم أننى لا أحب كلمات مثل محجبة و غير محجبة و منقبة و مش منقبة للتصنيف فالمرأة هى المرآة و هى كائن عظيم كرمه الله بصفة الأمومة. لكننى شعرت بشئ من الاستفزاز خاصة و أن لى صديقة عزيزة محجبة وجدتها فى هذا الجروب و اعترف أنها مثال لمهندسة الكمبيوتر الناجحة بمعنى الكلمة و الأم التقدمية التى لطالما سعينا للاشتراك بكورسات عديدة و قمنا بشراء كتب أجنبية للتعرف على احدث طرق تربية الاطفال . اذكر انها لم تتوقف يوما لتنتقد ملبسى او أنا لانتقد زيها الذى احترمه و اجله فيها و لا انكر انه يشعرنى بالطمأنينة من صداقتها فانا لا اخشى مثلا أن تفجر كغيرها من المنافقات.
الاعجب اننى وجدت كم هائل من بنات اعرفهن و سيدات لهن العديد من الصديقات المحجبات و تلك هى نظرتهم للحجاب و يا لها من ازدواجية تلك التى تدفعهن لمصاحبة من لا يحترمونهم فكريا و جوهريا و ملبسيا.
كتبت رأيى صراحة بأننى مع فكرة الجروب لكن لا داعى لاقصاء المحجبة فالحجاب أولا و أخيرا قرار يخص صاحبته و لا يمت بصله لتقدم او تخلف عقليتها.
المهم خليكوا معايا
ده بس اللى انا عملته
كتبت الرأى و أعجبت به على الفيس بوك صديقات عديدات، لكننى لم أكن أتوقع ما حدث من داعيات التحرر و الحرية بعد ذلك
فقد صمتت صديقتى المحجبة بالجروب و بدأت استلقى وعدى من كل من هب و دب و اتهامى بأن الحجاب جعلنى متخلفة و من يعرفنى قال ما كنتيش كده زمان كنتى مثقفة و بتقرى و متفوقة ( لا ادري ما علاقة ذلك بكونى محجبة ام لا ).
استفزنى الأمر أكثر و أكثر و بدأت فى الدفاع على الرسائل التى انهالت على صندوق الوارد فى الفيس بوك و التى نُعت فيها بألفاظ غريبة من عينة أن التخلف لا يجزأ و انه لا يصح أن أفكر بعين مفتوحة و عين مغلقة و غيرها مما لا احب أن أشنف أذانكم به.
العجيب فى الأمر أننى لم أكن ادافع عن الحجاب و لا عن شقيقاتى او صديقاتي من المحجبات. الموضوع ابسط من ذلك بكثير - فقط كنت أدافع عن رأيى كإنسانة متحررة تحترم الأخر و تحترم قناعاته .
كنت أدافع عن رأيى الشخصى فى أن الحجاب ليس هو علامة التقدم او التخلف.
كنت اعبر ببساطة فى سطر و نصف عن رأيى الشخصى وسط " مثقفين " و "متحررين" كنت اعتقد ببلاهة أنهم يحترمون أراء الأخر.
لكن للأسف حدث ما هو عكس ذلك
حدث ما يثبت أنهم فى مرحلة تخلف تفوق ذلك التخلف الوهابى الذى ينهش فى عقولنا و يهدر دم الأخر و يستبيحه تلك لمجرد الاختلاف فى الرأى. و لذا اقول لهم
- أية حرية تلك التى تلغى حريات الآخرين فى ابسط الأمور و هى اختيار الزى المناسب للشخصية
- أية حرية و أية قضية تطلبون منى أن احترمها و انتم تصبون علىً جل غضبكم لمجرد أننى أبديت رأى لا يخالف مسعى المرأة لان تتقدم و تنهض من جديد
- اية حرية تلك التى تدعو للتعصب نحو طائفة بعينها و من ثم تشيع الانقسام اكثر من الالتفاف حول هدف واحد
- ما هو الاسم الذى يطلق على من يدعى الليبرالية و هو لديه تصنيفات يضمرها نحو شريحة من الناس لم تؤذه بالمره .
- ما هى طبيعة العقلية الراجحة التى تنادى بتقدم المجتمع مع استبعاد شريحة منه ، فهل هم مثلا سيدعون إلى الانفصال و الاستقلال فى جزيرة و البقية فى جزيرة معزولة أخرى.
- ماذا تعنى لهم كلمة المواطنة و هل تحرم المحجبة من حقوق المواطنة علما بأننا لسنا من دول الاتحاد الاوروبى مثلا. و ما هو موقف الراهبة التى تغطى نفسها و تغطى رأسها فهل تحرم هى الاخرى من حقوق المواطنة؟؟ هل ستصبح مواطنة درجة ثالثة او ثانية على الرغم من خدماتها لابناء مجتمعها ، و هل سيتم تطبيق حقوق المواطنة بعد "خلع الراس" و فك الملابس و بذلك تكون الراقصات هن اولى الناس به .
حتى الآن لا اعرف ما هى التسمية الصحيحة لإجابات تساؤلاتي السابقة لكننى عدت بالذاكرة إلى الوراء على مدار عشر سنوات كاملة حيث كانت بعض المشتركات فى الجروب من زملاء الجامعة أو الحركة الثقافية و إذا بى أتذكر مواقفهم الكلوباتية التنويرية فور خروجنا من الأراضى المصرية تطبيقا لمقولة "المكان اللى ما يعرفك حد فيه امشى و ات…..فيه "
و كيف كانوا يناضلن بكل أعضائهن و كؤسهن و سجائرهن من اجل الحرية أو من اجل الإيقاع برجل و السلام كزوج للمستقبل. صدقونى كان اقصى طموح لكثيرات منهن ليس تحقيق الذات و العمل بل العثور على رجل للزواج حتى و لو ستتحجب من اجل إرضائه فقط المهم تتستر و تستريح من اللى هى فيه.
تذكرت كيف كانت تسعى كل منهن لإدانة عاداتنا و ثقافتنا و موروثنا الثقافى و الدينى و يا حبذا من شوية تلقيح على أن الإسلام دين التزمت و دين الختان و كبت المرأة من اجل ترجمة قصة أو شوية مقالات أو دعوة إلى مؤتمر من المؤتمرات المشبوهة أو سبوبة فقرة ثابتة فى برنامج لقراءة الطالع و النجوم و حظك اليوم.
تذكرت كم أن بعض منهن من صاحبات الأشجار و الثمار المسمومة اللائى يكتبن فى قضايا مصيرية من عينة “ i am not a virgin and I am proud to be “ و لماذا لا تتزوج المرآة بأربعة اسوة بالرجال
تذكرت كيف لم تقتطع الكثيرات من اللائى يسمين أنفسهن بخبيرات العلاقات العاطفية بعضا من أوقاتهن النضالية لمساعدة محتاج أو قول كلمة حق فى وجه سلطان جائر أو ذلك النظام الجاثم على أنفاسنا و اختصرت قضايا المرأة فى خرق كل العادات السلبى منها و الايجابي على حد سواء. تذكرت كيف أننى لم أجد بينهن من تحاول تقديم نموذج لمشروع تقدمى للأخذ بيد النساء المقهورات بحق و حقيقى فى الصعيد و القرى المسحوقات من الفقر و المرض و الجهل و سطوة الذكر بأعلى درجاتها أو تكتب مقالة من اجلهن و لهن. لماذا لم تتفرغ إحداهن لفضح النظام الذى يدعم نزعة المجتمع الذكورى بطغيانه و فساده و يشعل من نار الفتنة بين عنصرى الأمة ليلهى النساء و الرجال عن هموم المجتمع الحقيقية.
فإذا كانت اعتي الدول الرأسمالية و اشد المجتمعات براجماتية و تحررا تدعو إلى التمسك بالقيم و المبادئ و تدعو إلى العودة اليها بكل الطرق.
فبالله عليكم
أما دى حرية أصحاب و صاحبات القضية من النخبة الثقافية يبقى بقية الناس من العامة تفكيرها شكله ازاى و يبقى مجتمعنا كله رايح فين .
ربنا يستر علينا و عليكم و على " بلادنا و ولايانا "
قولوا أمين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
معنديش تعليق غير أن أقول أمين وربنا يحفظك
ردحذفالمشكله دي مش عندك دي عند الجميع وشيء مفروض علينا بجد
ردحذفربنا يصبرنا