الأحد، 28 مارس 2010

قتل اجبارى

دعيت الى مناقشة مجموعة قصصية لكاتبة شابة (دعونا نسميها نون ) كانت ترسل دوما "نوتس" على صفحات الفيس بوك و تضيفنى فى التاج الخاص بكل نوت حتى كان يوم قرأت لها قصة بهرتنى بقدرتها على التعبير عن أصعب المواقف التى قد تتعرض لها فتاة بمنتهى الشفافية و الصدق و دون ادني تصريح خادش للحياء فشعرت بأنها تمتلك موهبة كتابية دفينة تحتاج ان تتفجر كما اننى لاحظت (دون تصريح منها) ان لعينيها نظرة بريئة محاطة بشجن يفوق سنوات عمرها الصغيرة....لقد ذاقت هذه الصغيرة الألم – يمكننى أن أتحدى اى احد يدعى أنها مترفة أو مرفهة
و هكذا أصبح لدى يقين على أنها تملك أهم شرطين للولوج بقوة إلى عالم القص السحرى : القدرة على التعبير و المعاناة التى تصهر نفس الإنسان فتظهر أجمل ما فيها.
شجعتها على بركة الله خوفا من اهدار سنوات عمرها على خوض غمار مرحلة النشر و تجميع
مجموعة قصصية
و قد كانت و ليتها لم تكن
فى هذا اليوم فقط تمنيت لو اننى لم انطق ببنت شفاة عن موضوع النشر و الفن .
فهذه الكاتبة الشابة تنتمى الى وسط عائلى محترم تسوده القيم و الاخلاقيات الحميدة و روح التسامح والمودة و هى نفسها القيم التى تكاد تكون شبه منعدمة فى الوسط الادبى.
مرت حفلات التوقيع بنجاح حتى كان اليوم الموعود لمناقشة المجموعة فى الورشة اللوذعية الشهيرة
للاسف ، و كالعادة حينما تدق الساعة الثامنة يتحتم على العودة لمنزلى حتى يتثنى لى ان اعتنى بابني و خروج والده الى العمل . و قد بدأت الورشة و أشادت كاتبة مخضرمة شهيرة بالمجموعة كتجربة اولى و عددت مميزات عدة فى بعض قصصها
لم تسعفنى الذاكرة ان اخبر الكاتبة الشابة ان تأتى معها بسلة بيض و كماكم فاسدة و أدوات دفاعية من عينة "عنكب و زهرة" التى كان يمتلكهما العبقرى عبد الفتاح القصرى فى رائعته "سى عمر ".

و بدأ الناقد اللوذعى الذى لا علاقة له بالنقد فى فتح المجموعة و كما يبان الجواب من عنوانه يبان النقد من اول جمله
= واضح انك اول مرة تكتبى
الناس بتبدأ كبيرة و بعدين تصغر انتى عملتى العكس
و استمر اخونا فى الهبد و الرزع و التخبيط و اخذ يزعق و يزبد و يتفتف وينفعل ثأرا للادب الذى لم يمارسه من قريب او بعيد
و الفتاة لا حول و لا قوة إلا بالله فى حالة ذهول و كانها تسأل بأى ذنب يسعى هذا الناقد لوأدها دون سابق معرفة
قلت مش مهم الناقد الشهير سيصل بعد قليل لينصفها و للاسف نظرا للشللية المسيطرة على الوسط لم يظهر هذا الناقد رغم أن الكاتبة ذهبت له و اعطته كتبها و اكد لها مجيئه من قبل و اعتذر اثناء الندوة
اقترب موعد مرواح سندريللا و شعرت بالأسى و بتأنيب الضمير لاننى كنت من البلاوى هذه المرة
كان ينبغى على ان احيطها علما بان النقد فى بلادنا يقوم به أكلى الفتة و ماسحى الصحون و المرتزقة..........
نسيت ان اخبرها أن النقد فى بلادنا تستل فيه كل الأسلحة من شتيمة و سباب و هدم و تكسير و نفاق ...........
كان لازم احذرها و افهمها إن الالتزام فى الأدب مش مطلوب و أنها لو كتبت عن تعدد الزوجات للسيدات آو عن القهر الذى تتعرض له السحاقيات لكانت أصبحت بطلة و أديبة طليعية تترجم أعمالها لكل اللغات الحية و الميتة و المتحركة.
كان لازم اتاخر لأصد عنها هذا الهجوم الضارى و كأنها سبب تأخر مصر و أنسى انى آم و زوجة و الحاجات القديمة دى.
فلتسامحينى يا نون
انا من اغرتك بالنشر و ليعلم الله صدق نيتى .
لكن ليت الآمر انتهى عند هذا الحد
فإذا بصحيفة غراء كانت قد أرسلت مندوبها لمتابعة الندوة تنشر خبرا فى اليوم التالى للندوة بمساحة عريضة و معتبرة يحتوى كل القذائف التى قالها ناقدنا الانكشاري ،و لم يذكر و لو على سبيل الذكر اسم المبدعة الشهيرة التى اثنت على عملها الرائع و عددت مزاياه الكثيرة و دافعت عن قصصها طوال الندوة
لا اعرف ماذا يستفيد هؤلاء الدون ادميين من سحق موهبة انسانة مثقفة ملتزمة بدلا من تشجيعها و إلقاء الضوء على نقاط قوة و نقاط ضعف العمل على حد سواء؟!!!!!
لا اعرف كيف يمكن ان تقابل فكرة ان شابة تمسك بالقلم فى عام 2010 لتبدع لا لأن تكون كائنا مخربا بمثل هذا الكم من التحذلق!!!!!!
اكاد اجزم أن الناقد الانكشارى هذا لا يمكنه أن يكتب و لو نصا واحدا من النصوص التى مزقها إربا اربآ.
و اذا كنت هاوى
و اذا كنت غاوى
قرب و اسمع حكاية جديدة من حكاوى البلاوى

هناك تعليقان (2):

  1. جيتى على الجرح يانونو :((( خسارة والله فمعظم ما ينشر الان عبارة عن هباء ولا معنى له ولازم يكون فيه قلة حياء وسفالة - بس لا تجعليها تنهار لا خليها تستمر وكل بداية لها صعوبات وانا أثق فى نقدك لها لذا لا تجلعيلها تستسلم - بارك الله فيك وفى قلمك

    ردحذف
  2. لمست فى كلماتك الأسى على حال من ينقد بلا موضوعية وكأنه صراع على الكلمات الجوفاء.. بدا من حديثك أنك بداتى فى الكتابة من زمن هذا بالرغم ان تاريخ المدونة حديث جدا.. بدا ايضا موضوعيتك وحبك للغير ومساعدتك للاخر وهذا من اجمل الصفات الانسانية ولهذا وجدت ان تقدير مافعلتيه واجب وكذا اطلب منك الافصاح عن هذه الكتابات لمتابعتها حتى نعوض هذا الاحباط الذى اصاب الكاتبة .. وفقكم الله وسعدت بالمرور واتمنى دوام التواصل

    ردحذف